صورة لجبل ورقان
السَّدارة: أصلها الصَّدارة لوقوعها في صدر الوادي، وهي بداية وادي الصفراء أو وادي بني سَالِم من حرب الممتد من محاذاة جبال عار إلى قرب بدر، وتتداخل السَّيَالة معها في مواضع منها، والسدارة أعلى وادي الصفراء بين جبل ورقان ومصب وادي رحْقَان، تصب فيه أودية كثيرة، منها: سَفَا، وهَبْت، والرَّوْحَاء، ورَغِيبة، والرَّحْبة، وشَنُوكة، وغيرها. وفيه بئر الروحاء(1)
الرَّوْحَاء: بفتح الراء وتشديدها وإسكان الواو وبعدها حاء مهملة، سميت لانفتاحها ورواحها، ويقال: بقعة روحاء طيبة ذات راحة، ويطلق عليها الروحاء أو بئر الروحاء وهي موضع قديم معروف، "وسئل كثيّر: لم سميت الروحاء؟ قال: لانفتاحها وروحها"، فقد كانت محطة عامرة للقوافل على مرّ العصور، وتقع الآن على الطريق بين المدينة وبَدر على مسافة أربعة وسبعين كيلًا من المدينة، وكانت المرحلة الثانية من المدينة بعد السيالة، نزلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة في بعض مغازيه، أو في طريقه إلى مكة، ولها ذكر في السّيرة والأحاديث، والبلدان، وذكرها الرَّحَّالة والجغرافيون، وتبدأ الروحاء من ريع الشّرفة الذي يفصل بين الجلس والغور وجبال عار حتى المُنْصَرف، وهي فَج طويل، يدخل فيه عدد من الأودية والشعاب، وكان وادي الروحاء يُسمى سجاسج، ويُعرف الآن بوادي السَّدارة.
الفُرَيْش: وادٍ يسيل من الطرف الشمال الشرقي لسلسلة جبل ورقان، وله روافد من الجبال الشرقية عنه، ويتجه شمالًا محاذيًا لوادي مَلَل إلى أن يلتقي به شمالًا من الجهة الشمالية لجبل عَبُّود، وتقع على جنباته قرية الفُرَيش التي كانت تُسمى قديمًا بئر درويش، وهي بئر غزيرة الماء مازالت معروفة إلى اليوم، ولها شهرة واسعة في كتب رحلات الحج؛ لأنها محطة قديمة لقوافل الحج.
ثنية الغَائِر: والثَنِيَّة: الطريق الضيق بين جبلين مرتفعين، وهي تقع بين جنوب جبل ورقان، وشمال شفا جبل ركوبة، قال عَرَّام السُّلَمي: "يعلو بين جبل ورقان وبين قُدْس الأبيض ثنية؛ بل عقبة يقال لها رَكُوبة". وقال البكري: "وهي ثنيّة معروفة، صعبة المركب، وبها يضرب المثل: كر في ركوبة أعسر". والكرّ: الرجوع، وقال ياقوت: "هي ثنية بين مكّة والمدينة عند العَرْج صعبة سلكها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عند مهاجرته إلى المدينة قرب جبل ورقان وقدس الأبيض"(2)
قلت: وهي طريق قديمة مختصرة للقوافل السائرة بين مكة والمدينة عبر العَرْج وتهامة غربًا، وعبر وادي ريم شرقًا، على درب الهجرة النبوية، وشَفَا الغَائِر: محطة واستراحة للقوافل بها سوق قديم يسمى سَطْحَة الغائر.
جبل رَكُوبَة: جبل يمتد بين جبل ورقان شمالًا وبين (قُدْس) الجبل الأحمر جنوبًا، وله عدة مسميات بدءًا من الغائر شمالًا، ثم الجَفْجَف، ثم عَنَم، ثم اللِّحْيَان، ثم رَكُوبة التي بها العقبة الأولى، ثم الشَّلَول، ثم مُشْروَان التي بها العقبة الثانية، ثم الشعب الأبيض، ثم زَغَل، ثم سطحة الفَضَاء، ثم يليها الجبل الأحمر جنوبًا، وفي الجبل عقبتين، تُسمَّى الأولى (عقبة رَكُوبة)، والعقبة: المَرْقَى الصَّعب إلى أعلى الجبل، ولا يُطْلق عليها ثنية، وهذه العقبة ضيقة شاقة شديدة الوعورة، تسلكها الدواب المنفردة التي ليس عليها حمل، أو المترجل على الأقدام صعودًا من الحَلْقة باتجاه شفا ريم شرقًا، وتبعد عن ثنية الغائر بمسافة كيلوين ونصف جنوبًا، وما زالت معالم الطريق واضحة إلى اليوم، ويليها بمسافة 2 كم جنوبًا العقبة الثانية وتُسمّى (عقبة مُشْروان)، وهي أسهل وأيسر طريقًا من عقبة ركوبة، تسلكها الدواب أو المترجل على الأقدام صعودًا من الحَلْقة والعَقَنْقَل باتجاه شفا ريم ووادي الرَّس، ثم يتجه إلى ريم شرقًا، ومازالت معالم الطريق واضحة إلى اليوم، وربما تكون هذه عقبة العرج، لذكرها في المدارج التي بها ثنية الغائر وركوبة.(3)
الدوداء: وادٍ طويل يقع جنوب الفريش، وينقسم إلى الدوداء العليا والدوداء السفلى، يحدها من الغرب جبل ورقان، ورد ذكرها في المصادر، قال البكري: "الدّوداء: مسيل يدفع في العقيق. وتُنَاضِب: شعبة من بعض أثناء الدّوداء". قال الأصفهاني عند تعريفه بـ(برام): "وادٍ بين النَّقِيع وبين وادٍ يقال له الدوداء على ليلة من المدينة". قال السمهودي: "موضع قرب ورقان".(4)
الجبل الأحمر: هو جبل قُدْس الأبيض، ويرجِّح ذلك ما ذكره البلدانيون والمؤرخون، قال عرّام عن ورقان: "ويعلو بينه وبين قُدْس الأبيض ثنية؛ بل عقبة يُقال لها (رَكُوبة)، وقُدسٌ هذا جبل شامخ ينقاد إلى المتعشّى بين العَرْج والسُّقْيا، ثم ينقطع بينه وبين قُدْس الأسودِ عقبةٌ يُقَال لها (حَمْت)". (5)
قلت: قُدْس الأبيض يُعرف اليوم بالجبل الأحمر ويقع جنوبًا عن ورقان ويفصل بينهما جبل ركوبة وثنية الغائر، وهو جبل شاهق يميل إلى الاحمرار الفاتح يخالطه بياض في بعض أطرافه عبارة عن سلسلة تحيط بقرية خَلْص المعروفة من عدة جهات ولها مدخل من الجهة الشرقية، وأرضها سِهْلة بيضاء واسعة مغطاة بالرمل الأبيض، وتقع خلص جنوب غرب المدينة المنورة، وتبعد عنها بمسافة 78 كيلًا، ويقطنها فروع من الصواعد من عَوْف من مَسْروح من حرب، والخَلْص عند العرب نبات له عُرْف طيب الرائحة يعرف بـ"السَّحى"، وأما قُدس الأسود فيُعرف اليوم بـ"أُدْقُس"، وجبلا القُدْسَين عبارة عن سلسة من جبال الحجاز متصلة ببعضها، وتُدعى اليوم جبال عَوْفٍ، نسبة لسُكَّانها من حَرْب، وأمَّا عقبة حَمْت التي بين القدسين الأبيض والأسود فتسمّى اليوم خَضْلَة.
الْجِي: وادٍ وسيع، وذكر المؤرخون أن به منازل وبئران عذبتان بسفح الجبل الذي سال بأهله وهم نيام وعنده ينتهي ورقان، وينحدر أعلاه من جبل ورقان والجبل الأحمر (قًدْس الأبيض) عن طريق وادي الحَلْقة ووادي يَدَعَة، ثم يسير متجهًا صوب الشمال حتى يصب في وادي الصفراء بعد أن يجتمع بعدد من الأودية من أشهرها: وادي النَّازية ووادي رحْقَان.
الهوامش:
1- ينظر: معجم معالم الحجاز: (4/794)؛ من وثائق الرحيلي السالمي: (1/47).
2- ينظر: أسماء جبال تهامة وسكانها...، (ص17)؛ معجم ما استعجم: (2/670)؛ معجم البلدان: (3/64).
3- ينظر: وفاء الوفا: (4/142).
4- ينظر: معجم ما استعجم: (3/954)؛ بلاد العرب، (ص412)؛ وفاء الوفا: (4/76).
5- ينظر: أسماء جبال تهامة وسكانها...، (ص17-18).
الهوامش:
1- ينظر: معجم معالم الحجاز: (4/794)؛ من وثائق الرحيلي السالمي: (1/47).
2- ينظر: أسماء جبال تهامة وسكانها...، (ص17)؛ معجم ما استعجم: (2/670)؛ معجم البلدان: (3/64).
3- ينظر: وفاء الوفا: (4/142).
4- ينظر: معجم ما استعجم: (3/954)؛ بلاد العرب، (ص412)؛ وفاء الوفا: (4/76).
5- ينظر: أسماء جبال تهامة وسكانها...، (ص17-18).
إرسال تعليق